الاثنين، 1 يونيو 2015

"نظرية الأدب" عند "رونيه ويليك" و"أوستن وارن".

"نظرية الأدب" عند "رونيه ويليك" و"أوستن وارن"*

السعيد رشدي

تتأسس نظرية الأدب عند "رونيه ويليك" على التفريق بين الأدب والدراسات النقدية؛ فالأدب إبداع فني في مقابل النقد الذي يعتبر دراسة للأعمال الأدبية وضربا من المعرفة، ورغم أن البعض جعل حدود المجالين مستباحة وقابلة للاختراق في الاتجاهين معا، فإن هناك حدودا عقلية بينهما؛ لأن الناقد ملزم بتحويل معرفته الأدبية إلى مفاهيم مندرجة في سياقات قابلة لأن تصير معرفة، في حين نجد أن هذا الأمر ليس ضروريا في العملية الإبداعية الأدبية؛ باعتبار هذه الأخيرة خلقا فنيا، غير أن السؤال المطروح هو: هل من الممكن دراسة الأثر الأدبي باعتبار هذا الأخير عملا فنيا إمتاعيا ؟ وهل هو قابل للدراسة أصلا ؟ وإذا كان الأمر كذلك، فما هو المنهج القادر على معالجة هذا الفن؟
يرى "ويليك" أن مناهج الدراسات الأدبية وإن اختلفت عن مناهج الدراسات العلمية الطبيعية في الموضوع والوسائل والغايات فإنها تظل متشبتة بروح العقل وسباقة إلى إنتاج المعرفة العقلية بقرون حتى قبل حدوث التطور العلمي الحديث، وما على الدراسات الأدبية إلا إحيائها وتجديدها، غير أن الشروع في الدراسة الأدبية يصطدم منذ البداية بكونها تتخذ التفرد في الأثر الأدبي موضوعا للعلم، وبالتالي فكل دراسة تتغيا الكشف عن  مميزات وخصائص العمل الأدبي لا بد أن تنصرف إلى إبراز مميزات التفرد، وهو ما يُصعب عمل دارسي الأدب، ويقوض فرص نجاحهم.
ولتجاوز إشكالية التفرد ضمن المشترك، رأى أن الأثر الأدبي شبيه بالإنسان في اشتراكه مع بني جنسه في مجموعة من الصفات وبتفرده في مجموعة أخرى؛ فالأدب يشترك مع باقي الفنون في صفات عامة، ويتفرد بخصوصيات، وتشخيص هذا التفرد وهذه الخصوصيات هو الغاية من كل دراسة أدبية، وآلة البحث فيها هي ما سماه  بـ"نظرية الأدب".
حاول "ويليك" في نظريته هذه تحديد موضوع الأدب أولا؛ فوقف على الدراسات التاريخية التي حددته في النصوص، وانتقل إلى التي رأته في النصوص الثاوية في متون أمهات الكتب الفلسفية والدينية وغيرها، بعد ذلك انتقل إلى التي ربطت موضوعه بالخيال والتخييل، ثم إلى التي ركزت على لغته وأهميتها في عزل اللغة الأدبية عن العلمية واليومية بما يتوفر في الأولى من أشكال التعبير، ونبه إلى ما اعتور هذه الدراسات من صعوبات في تمييز الأدب عما ليس أدبا، وأرجع عوَرها إلى تجزيئها للظاهرة الأدبية، هذه الأخيرة  تشكل كلا مركبا متعدد المستويات والارتباطات، يتطلب دراستها أخذها كلا متكاملا.
 ولما كانت طبيعة الأدب ووظائفه مقترنة؛ بحيث لا يمكن التفريق بينها، فمن البديهي أن يساعد ذلك على تحديد ماهيته، هذه الوظائف توزعت بين المراحل التاريخية، والأماكن الجغرافية، والبيئات اللغوية بالقدر الذي توزع به تعريف الأدب، غير أن "ويليك" يميل إلى تحديد تلك الوظائف في وفاء الأدب لطبيعته.
نستطيع القول الآن إنه لما أمكن حصر موضوع الدراسة الأدبية وتحديده  صار من الجائز الانتقال إلى دراسته دراسة منطقية انطلاقا مما سماه "نظرية الأدب"، غير أن هذه الأخيرة يتعالق مفهومها مع "نظرية النقد" و"تاريخ الأدب"، فكان لا بد من توضيح الحدود بينها؛ فالنظرية النقدية تنظر إلى الأعمال الأدبية في تسلسل زمني تنفصل مراحلها وأحداثها، أما "نظرية الأدب" فهي  تدرس الأدب من حيث أسسه وقواعده وموازناته وأقسامه مركبا وفي تسلسل زمني، غير أن "ويليك" أدرك تداخل الحقول الثلاثة تنظيرا وتطبيقا، وأدرك عدم قدرة أي فرع على الاستغناء عن الفرعين الآخرين، فأحكام الناقد مثلا تظل مضللة ما لم تستند إلى "تاريخ الأدب" الذي يوضح العلاقات التاريخية بين الأصيل من النصوص والمشتقة.
لقد أبرز "ويليك" الفروق بين "النظرية" و"التاريخ" و"النقد" في الأدب وأدرك تعالقها، وحاجة بعضها للبعض الآخر مما جعله يدعو إلى التعاون فيما بينها، ولما كانت النظرية تتعلق بدراسة الأثر الأدبي فإن "ويليك" لم يهمل جانبها الإجرائي وأفرد موضوعات كثيرة لها مُرتبة ترتيبا متسلسلا يبتدئ بترتيب الأدلة والتحقق منها؛ فدراسة الأدب لا يمكن أن تتم قبل جمع المادة والتحقق من صحتها منطوقة كانت أو مكتوبة، ثم بناء شجرة نسبها في سلاسل متتابعة لتحديد الأصل والمشتق منها وإثباتها لأصحابها، كما بين المداخل الخارجية لدراسته وحددها في موطنه وبيئته وظروفه التاريخية والاجتماعية والنفسية والفكرية والفنية والفلسفية كيفما كان العمل قديما أو حديثا، غير أن ما يميز هذه المداخل الخارجية كونها ذات طابع تعليلي وسببي مما يجعل روادها يقعون في الحتمية التاريخية.  وما ميز "ويليك" كذلك اهتمامه بدراسة الأدب من الداخل، فتلك الأعمال في نظره هي التي تبرر اهتمام الناقد بالكاتب وبيئته والعملية الإبداعية، وانتقد كثيرا الانشغال بالمداخل الخارجية الذي صاحب نشوء الحركة الرومانسية بأوربا، والتي تحولت إلى الاهتمام بالجوانب الخارجية والتاريخية تبريرا للقيم الجديدة المنسوبة للأدب القديم، ومحاكاة لأساليب العلوم الطبيعية، غير أن ذلك ما لبث أن انقضى تاركا المجال أمام ظهور نظريات جديدة تدعو لدراسة العمل الفني من الداخل كمنهج تفسير النص بفرنسا، والتحليلات الشكلية بألمانيا وحركة الشكلانيين الروس والتشيك والبولونيين، وقد اعترض الشكلانيون على الفصل بين الشكل والمضمون، غير أن هذا التصور أصيب بنوع من الغموض لما كان صعبا للغاية؛ لأن اللغة في حد ذاتها جزء من الشكل، وينبغي أن نميز فيها بين الكلمات ذوات التأثير الجمالي والكلمات التي بلا تأثير جمالي،  وهو ما يضرب في العمق كينونة العمل الفني؛ من حيث إمكانية وجوده خارج النص المطبوع، أو اختلاف النبر والإيقاع أثناء تلقيها شفويا في فترات مختلفة ولو كان ذلك من نفس الشاعر.
ويرى أن الرخامة والإيقاع والوزن هي مكونات المستوى الصوتي المؤسس للتأثير الجمالي، ويمكن دراسة العمل الأدبي انطلاقا منها، ولا يتم ذلك إلا بالتفريق بين الأداء والنسق الصوتي؛ فالقراءة أداء وتحقيق للنسق الصوتي قد يُضيف وقد يُنقص، وبالتالي فدراسة الإيقاع والوزن بناء على الإنشادات الفردية،  وتحليل الصوت بمعزل عن المعنى فرضيتان خاطئتان.
كما يمكن دراسة الأدب من الأسلوب وبعلم الأسلوب؛ فكل عمل أدبي هو اختيار وانزياح تاريخي لمستويات اللغة، ودراسة اللغة وتطوراتها تفيد في فهمها، ولما كان الأدب متصلا بها فهو اختيار من نظامها الصوتي، هذا الأخير لا يمكن عزله عن المعنى. وعلم الأساليب يفيد في مقارنة النظام اللغوي للعمل الأدبي  واستخدام اللغة الدارجي، ودراسة هذا يوضح مدى أدبية النصوص.
ويمكن دراسته أيضا من خلال الصورة والمجاز والرمز والأسطورة؛ فالوزن والمجاز هما المبدآن المنظمان للعملية الإبداعية، وبالتالي فدراسة النصوص تنطلق من دراستهما، ومن الملاحظ أن هذه الكلمات الأربع متداخلة دلاليا، ومهمة للعملية الشعرية؛ من حيث قدرتها على ربط الشعرية بالجمالية وفصلها عن الفلسفة والعلم؛ فالشعر نسق  مُميَّز عن العلم والفلسفة بنسقه اللغوي وصوره الفنية التي تعتمد الاسترجاع الذهني، وتعبر عن الأحاسيس والإدراك ونفس الشيء يحصل في الرمز والأسطورة لما في هذه العناصر من القدرة على الخلق الفني، وينتقد "ويليك" اعتبار العناصر الأربع محسنات بلاغية قابلة للفصل عن المضمون كما هو معمول به في الدراسات القديمة، وعلى النقيض من ذلك فإن هذه العناصر تشكل معنى الأدب وتحدد وظيفته.
لقد أتينا على الجوانب المتعلقة بدراسة الأدب من مداخل خارجية وداخلية، ورأينا أن "ويليك" هاجم اعتماد المداخل الخارجية في النظرية الأدبية داعيا إلى دراسة النصوص من الداخل، غير أننا نجده يميز بين دراسة النصوص الشعرية ودراسة النصوص النثرية كالقصة، ويَعتبر الأولى أعلى شأنا من الثانية" القصة"، هذه الأخيرة تعتبر وريثة الملحمة وأعلى مراتب القول الأدبي النثري؛ لما تحققه من التسلية والمتعة على الرغم مما أثير حولها من الاتهام بالمخادعة والوهم نتيجة ترسبات المراحل التاريخية السابقة، ويرى "ويليك" أن الفن الروائي يرتبط بالحياة أشد ارتباط فهو يقدم النماذج الاجتماعية كقيمة جمالية فنية وكقيمة اجتماعية تعكس واقع الحياة، وتجعله مشهدا للتأمل داخل مجتمع ما، ومن نماذج ذلك نذكر "البخيل" في مسرحية "موليير" و"بلزاك".
إن القصة عمل فني يجب النظر إليه ككل مرتبط، يقدم صورة الحياة، ودراستها تستدعي تمييز الحبكة والأشخاص والأحداث، غير أنها تختلف عن العمل المسرحي في الخلفية المكانية التي تعتمد الوصف المعبر عن الإرادة الإنسانية والذي يسمح بالنفاذ إلى عمق الشخصيات؛ كوصف أثاث منزل البخيل "Grandet" لـ"بلزاك"، فإذا كان الوصف طبيعيا مثل الإرادة الإنسانية فإنه يشكل عاملا ضخما ومتحكما في الأحداث الروائية، هذا يقابله اعتماد عنصر الحكاية في العمل المسرحي، غير أن هذا التمييز ارتبط في واقع الحال باختلاف العصور الثقافية؛ فالاهتمام بالخلفية المكانية يختلف من عصر إلى آخر؛ فتجده بارزا في عصر الرومانتيكية والواقعية، ولا يرتبط بكل العصور، وقد تُقدم الخلفية المكانية في المسرح أكثر في بعض المسرحيات الدرامية، وأشار "ويليك" إلى أشكال أخرى من الرواية كالقصة القصيرة وطبيعة الأحداث وتركيبها وطريقة روايتها؛ من حيث طبيعة حضور الضمائر. ومن أفانين القول الروائي التي يمكن دراسة الرواية انطلاقا منها : الخبرة المعيشة، الأسلوب المباشر وغير المباشر Style indirect et direct ، المونولوغ الداخلي الذي يقدم الشخصيات للقارئ بدون شرح، وهو أقرب المنافذ إلى شخصيات الحدث الروائي وعالمها اللاشعوري.
لم يغفل "ويليك" في نظريته للأدب الحديث عن الأجناس الأدبية، فالكاتب ملزم بالنظر فيها وتحديد حدود كل جنس، ونظرية الأنواع أو الأجناس الأدبية هي مبدأ تنظيمي وتصنيفي للأدب وتاريخه لا على أساس الزمان والمكان ولكن على أساس الأنماط من حيث البناء والتنظيم، فتصنيف العمل الأدبي يقتضي الرجوع إلى الخبرة والفهم وصفا وتقعيدا، غير أن الناقد يصطدم ببعض العراقيل في هذا المضمار كعدم وضوح الحدود الأدبية بين جنسين أدبيين؛ فقصيدة Spenser " الملكة الجنية"  Fairy Queene أثارت جدلا بين من صنفها ملحمة ومن رفض ذلك كـ ميلتون؛ لأنها كُتبت في عصر لم تفترق فيه الملحمة عن الرومانس بعد، ولا يكتفي العمل النقدي في التصنيف باعتماد ما سبق من التصنيفات بل يمكن إضافة تصنيفات جديدة، ويقوم مفهوم الجنس عند "ويليك" على مبادئ منها الشكل من حيث المقاطع مثلا في الشعر الهوديبراستي، أو الجمال، غير أنه يجب الحذر من الخلط بين النظرية الكلاسيكية ذات الطبيعة التنظيمية والإرشادية والاجتماعية التي تفرق بين جنس وآخر بحسب موضوعات الفقراء، أو الملوك مثلا، أو الأدب الهزلي والساخر للعامة إلى غير ذلك، والنظرية الحديثة التي تعتمد القيمة وطبيعة العمل والوصفية والذوق، كل ذلك من أجل مبدأ نقاء الجنس الأدبي.
ويرى أن إخضاع  قضية الأجناس الأدبية للتطور كما فعل "برونتيير" أضر بها لما تؤشر عليه من التناظر بين الجمهور والكتاب، ومسألة تطور الأجناس الأدبية هي من موضوعات تاريخ الأدب، وتاريخ الأدب في حاجة إلى فلسفة للتاريخ، وإلا لكان موضوعه سردا للأحداث فقط، إن موضوع الأجناس الأدبية يشير إلى مسائل رئيسية في تاريخ الأدب والنقد الأدبي، إنه يضع في إطار أدبي محدد الأسئلة الفلسفية التي تتناول العلاقة بين النوع والوحدات التي تكونه.
ولم يغفل في نظريته مسألة التقويم والحكم على النصوص وتقديرها، ويرى أن التقويم يرتبط بوظيفة الأدب في المجتمع وماهيته، ولم يحصل الاتفاق حول تلك المعايير الموزعة بين الجمالية والتفرد والمحاكاة والشكلية والمفاجأة، والتمييز الذي يقدمه هو ذلك الذي يكون بين الحكم الصريح والحكم الضمني، والذي يختلف عن التمييز بين الحكم الواعي والعفوي، وهناك الحكم الوجداني والحكم المبني على الحجة والمنطق، وليس هناك تناقض  بالضرورة بينهما.
كما تحدث عن تاريخ الأدب وأفرد له فصلا خاصا ليستكمل الثالوث المؤسس للدراسة الأدبية، وتساءل عن إمكانية كتابة مادة أدبية وتاريخية في آن واحد، ورأى أن تاريخ الأدب يتداخل في التاريخ الاجتماعي وتاريخ الفكر والأحكام الانطباعية المرتبة زمنيا، وتختلف صورة الأدب وصورة معالجته حسب كل زاوية من هذه الزوايا، غير أن ما أنتج من أفكار حول "تاريخ الأدب" في هذا المضمار لا يعدو أن يكون مقالات غير مطردة عن الكُتاب تحاول الربط بينهم، ولا تفهم حقيقة التطور التاريخي للأدب، فمعظم ما كتب في "تاريخ الأدب" هو تواريخ للحضارة، أو مقالات تميل أكثر للعرض والنقد أكثر من التاريخ؛ ومن بينها" التاريخ المختصر للأدب الإنجليزي الجديث" لإدموند جوس، ورأى أن ما يعرقل عمل مؤرخ الأدب هو ضعف التنظيم والاتساق، وافتقار النظرية الأدبية إلى المناهج القادرة على وصف العمل الفني، وارتباط عمل المؤرخ بالتعليل، وهو ما يحتم على التاريخ الأدبي النظر إلى الأدب من الداخل لا من الخارج.
إن تاريخ الأدب يجب أن يكون كَفن قائم على العلاقات الأدبية بين الكتاب والنصوص وفي معزل عن التاريخ الاجتماعي وسِيَر الكتاب الخاصة، وحل هذه القضية يرتبط بالوعي بكون تاريخ تطور الأدب قائما على تحليل تلك العلاقات وتحديد الشبه والتناظر الحاصل بينها، وهذا الأمر يحتاج إلى معرفة ضليعة بالأدب، إن موضوع تاريخ الأدب يطرح الكثير من القضايا خاصة قضية الأجناس وما يتعلق بالتقسيم السياسي والاجتماعي للعصور الأدبية، مما يجعل الأدب خاضعا للمؤرخين والسياسيين، من هنا كان لازما النظر إلى الأدب بما هو أدب، وكتابته يتطلب الرجوع إلى مخطط متغير القيم، وهذا المخطط يُستقى من التاريخ نفسه، إن تاريخ الأدب مملوء بالإشكاليات غير أن له مستقبلا كما كان له ماض، وتطوير مناهج الدراسات الأدبية كفيل بإزالة العديد من العوائق التي تعيق دراسة الأدب.
هذا موجز من "نظرية الأدب" عند رونيه ويليك وأوستن وارن، حاولت فيه الإتيان على أهم مكوناتها مسندا العمل لويليك فقط اختصارا ، لأن العمل يعنيهما معا، كما يعني كل متوجه لدراسة الآداب.


 




رونيه ويليك، مفاهيم نقدية، ترجمة محمد عصفور، سلسلة عالم المعرفة، عدد فبراير 1987، الكويت. *

هناك 4 تعليقات:

  1. أحتاجح إلى هذا الكتاب بصيغة بدف عبر هذا البريد
    ibrahimabousso28@gmail.com

    ردحذف
    الردود
    1. رونيه ويليك، أوستن وارن، نظرية الأدب، ترجمة عادل سلامة، دار المريخ للنشر ، 1992السعودية.

      حذف